الأعباء المالية لشراء سيارة

السيارات الفاخرة: ضرورة مكلفة

في الإمارات، تعتبر السيارات جزءًا أساسيًا من حياتنا اليومية، حيث يعتمد الكثيرين على السيارات في التنقل بشكل يومي. ومع ذلك، أصبحت عملية شراء سيارة جديدة أو مستعملة طريقًا مليئًا بالتحديات المادية التي قد تبدو مثل استجواب مالي مكثف بدلاً من كونها عملية بسيطة وسهلة في المعارض أو ساحات السيارات. الأسعار المرتفعة للسيارات الجديدة اليوم تعكس الواقع الذي نواجهه جميعًا كمستهلكين.

وفقًا لأحدث البيانات، بلغ متوسط سعر السيارة الجديدة في الولايات المتحدة حوالي 48,883 دولارًا في يونيو 2025. إذا تم تحويل هذا السعر إلى الدرهم الإماراتي، فنحن نتحدث عن حوالي 179,350 درهمًا. هذا السعر الباهظ قد يثني حتى الأكثر حماسًا من المشترين عن الشراء. ومع ذلك، تشير الأبحاث الحديثة إلى أن المشترين الشباب يلعبون دورًا كبيرًا في تشكيل التوجهات الحالية في سوق السيارات، رغم أن قراراتهم ليست دائمًا مستندة إلى الأسباب المالية السليمة.

التأثير الجمركي على المشترين الشباب

عندما أعلنت الإدارة الأمريكية عن فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على السيارات وقطع الغيار المستوردة في مارس 2025، شهدت البنوك تزايد الاهتمام من المشترين الذين سارعوا إلى شراء السيارات قبل أن تزداد الأسعار بسب هذه الضرائب. ومن اللافت للنظر أن الفئة الشابة كانت الأبرز في هذا السباق قبل فرض الضرائب. بين مارس ومايو 2025، أظهرت البيانات أن الدفعات الكبيرة، التي تزيد عن 7,300 درهم (2,000 دولار)، كانت تتزايد بشكل ملحوظ بين الشباب مقارنة بالفئات العمرية الأخرى.

هذا يظهر أن المستهلكين الشباب كانوا أكثر تحفزًا لتأمين الأسعار قبل أن تصبح السيارات أكثر تكلفة. ومعظم المشترين من الجيل Z والميلينيوم هم إما يشترون سيارتهم الأولى أو الثانية، ويدخلون السوق في وقت صعب من الناحية المادية.

التحديات المالية للمشترين الشباب

وفقًا لبيانات من بنك أوف أمريكا، ارتفعت المدفوعات الشهرية للسيارات بأكثر من 30% منذ 2019، متجاوزة زيادة أسعار السيارات الجديدة والمستعملة. هذه النقطة توضح أن السيارة يمكن أن تشكل عبئًا ماليًا للشباب الذين يجب عليهم التوازن بين تكاليفهم الشهرية مثل الإيجار والمواد الغذائية والقروض الدراسية والخدمات الاشتراكية المتنوعة.

اليوم، تدفع واحدة من كل خمسة أسر أمريكية أكثر من 3,670 درهمًا شهريًا (1,000 دولار) فقط لسداد مدفوعات السيارات، مما يمثل عبئًا ماليًا كبيرًا للمشترين الشباب. بين يونيو 2024 ومايو 2025، زادت نسبة المشترين الشباب الذين ارتفعت مدفوعاتهم الشهرية. بيانات بنك أوف أمريكا تُظهر أن مشتري السيارات من الجيل Z والميلينيوم الأصغر هم الأكثر تأثيرًا من حيث زيادة نسبة الأسر التي تدفع أكثر من 1,835 درهمًا (500 دولار) شهريًا.

المرحلة النهائية

رغم أن التمويل الشخصي له أهمية كبيرة بالنسبة لبعض الأشخاص من جيل Z والميلينيوم الأصغر، فإن هذه البيانات تشير إلى أن العديد منهم يعيشون في أوضاع صعبة تتطلب تقنينًا مدروسًا للنفقات المالية. إن توخي الحذر في اتخاذ قرارات الشراء والتخطيط المالي المسبق لا يزال مهمًا. من الأساسي أن نكون متيقظين لطموحاتنا الشرائية وأن نفكر بتمعن، لضمان القدرة على تحقيق التوازن بين الالتزامات المالية والاستمتاع بالشروى بشكل مسئول.

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments