تقنيات القيادة الذاتية لشركة تسلا تحت المراقبة

تعتبر منظومة تقنيات القيادة الذاتية الجزئية لدى تسلا سيفاً ذو حدين. يُثنى عليها من قبل الكثيرين لتسهيل مشقة التنقل اليومي، لكن في الوقت نفسه، تعرضت لانتقادات شديدة بسب تسببها في عدد من الحوادث. بعض هذه الحوادث كانت مميتة، مما أدى إلى رفع دعوى قضائية جديدة ضد تسلا بسبب حادث وقع في سبتمبر 2024، حيث لقي ثلاثة أشخاص مصرعهم عند اصطدام سيارة تسلا موديل S 2024.
موديل S ومسؤولية الحادث المميت

وفقاً لما نشرته وكالة رويترز، فإن الأشخاص الثلاثة الذين لقوا مصرعهم في الحادث كانوا ديفيد درييرمان (54 عامًا)، وزوجته ميشيل (54 عامًا)، وابنتهما بروك (17 عامًا). لم يكن ماكس درييرمان، الأخ الأكبر لبروك، في السيارة وقت وقوع الحادث لكنه يعد من بين المدعين.
كانت العائلة عائدة من مهرجان موسيقي في 14 سبتمبر عندما وقع الحادث المأساوي. انحرفت السيارة الكهربائية عن الطريق لتصطدم بعلامة مرورية وحاجز حديدي ودعامة جسر خرسانية. تشير الشكوى إلى أن مشاكل في تصميم السيارة أدت إلى انحرافها عن المسار المخصص وعدم تفعيل نظام الكبح الطارئ الأوتوماتيكي. وقيل إن جميع أفراد العائلة كانوا يرتدون أحزمة الأمان.
انتقادات لتصريحات تسلا المضللة عن التقنية
ما زالت كل سيارة جديدة من تسلا تحتاج إلى سائق منتبه خلف المقود لضمان السلامة، وهذا ما أكدت عليه الشركة العملاقة بنفسها. لكن، التصريحات التي أدلى بها إيلون ماسك وكذلك اللغة المستخدمة في ترويج العلامة التجارية لتقنياتها قد تسببت في تضارب مع هذه التوجيهات.
الشكوى ذكرت تحديدًا تصريحًا لماسك في عام 2016 عندما قال إن نظام الطيار الآلي “ربما يكون أفضل” من السائقين البشريين. وعلاوة على ذلك، تم الترويج لحزمة المساعدات الكاملة للسائق على أنها القيادة الذاتية بالكامل من قبل تسلا لسنوات، على الرغم من أن السيارات غير قادرة على القيادة الذاتية في كل الحالات. حاليًا، ما زال بإمكان العملاء طلب ما يسمى بالقيادة الذاتية الكاملة على موديل S، لكن تسلا أضافت كلمة “إشرافية” إلى اسم الحزمة.
يبدو واضحًا كيف يمكن لرسائل التسويق هذه أن تُفسر بشكل خاطئ من قبل بعض السائقين، وأشار تحليل الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة إلى أن هناك “فجوة أمان حرجة بين توقعات السائقين لقدرات النظام L2 وقدراته الفعلية”.
ركز هذا التحليل بشكل خاص على السيارات من طراز تسلا المنتجة بين عامي 2012 و2023. وبعد ضغوط من الإدارة الوطنية، وافقت تسلا على استدعاء أكثر من مليوني سيارة في أواخر 2023 لإضافة ضمانات جديدة لنظام الطيار الآلي. ولكن السيارة المستخدمة في هذا الحادث كانت نموذج 2024، من الواضح أن هناك المزيد من العمل الذي يجب إنجازه، على افتراض أن تقنية السيارة هي السبب الرئيسي للحادث المؤسف.
لم يصدر أي تعليق حتى الآن من محامي المدعين أو إيلون ماسك نفسه بشأن قضية درييرمان.