أزمة ماريلي: تحديات التحول

أزمة مركبة ملهمة

في توقيت حاسم يعكس الضغوط المالية الهائلة التي يواجهها كبار موردي السيارات العالميين، أعلنت إحدى أكبر شركات التوريد من الدرجة الأولى عن تقدمها بطلب حماية من الإفلاس وفقًا للفصل 11 في الولايات المتحدة.

شركة ماريلي، التي تزود أنظمة الإضاءة والإلكترونيات والمكونات الرئيسية الأخرى لمصنعي السيارات مثل نيسان وجيب ودودج ورام، وجدت نفسها في موقف صعب بسبب ما وصفته “اكتظاظ العوامل السلبية” الذي يشمل التعطلات الناتجة عن جائحة كورونا، والتعريفات العالمية، والتحولات الصناعية نحو كهربة النقل.

تعطلات الجائحة ونقص الرقائق

يعكس سيناريو شركة ماريلي مدى تأثير التحولات العنيفة التي طالت صناعة السيارات بعد جائحة كورونا في عام 2020. وبحسب الوثائق القانونية، فإن التعطلات المستمرة نتيجة الجائحة شملت نقص الموارد البشرية وصعوبة في الحصول على المواد الخام. بالإضافة إلى أن النقص العالمي في أشباه الموصلات كان له تأثير كبير على عمليات الإنتاج وأضر بعمليات مصانع السيارات الكبرى والموردين التابعين لها.

محاولات ماريلي للتكيف مع كهربة النقل

مع توجه صانعي السيارات نحو النقل الكهربائي، أصبحت شركات التوريد مثل ماريلي في سباق محموم لإعادة تجهيز نفسها والتكيف مع سوق سريع التغير. وبالرغم من استثمار الأموال الطائلة في توفير منصات جديدة ومبتكرة للنقل الكهربائي، وجدت ماريلي نفسها في مأزق مالي نتيجة انخفاض الطلب على هذه المركبات وتعديل أو تأجيل الخطط الزمنية لصانعي السيارات تماشياً مع أوضاع السوق.

الخلافات والديون المتراكمة

تؤكد ماريلي أن عملياتها ستستمر خلال إجراءات الفصل 11، ولكن يلاحظ أنها ليست تصفية نهائية بل إعادة هيكلة استراتيجية. تعتمد الخطة على تحويل جزء كبير من ديون الشركة البالغة 18.375 مليار درهم (5 مليار دولار) إلى حقوق ملكية. تكون أبرز الدائنين الذين لهم حقوق غير مؤمنة هم ستيلانتيس ونيسان الذين تدين لهم الشركة بمبالغ 1.668 مليار درهم (454 مليون دولار) و1.149 مليار درهم (313 مليون دولار) على التوالي.

أعربت نيسان عن التزامها بدعم ماريلي لضمان استقرار سلسلة التوريد من خلال التنسيق مع عملاء ماريلي الآخرين ومتابعة الوضع باهتمام لمنع أي خلل في التوريد.

تحديات مستقبلية

يثير الوضع الحالي لشركة ماريلي القلق بشأن مدى هشاشة وتداخل النظام البيئي لصناعة السيارات الحديثة. فالتعريفات الجمركية، والجائحة، ونقص التوريد، والتحولات التكنولوجية تعتبر جميعها ليست مجرد عوائق مؤقتة أمام صناعة السيارات، بل يمكن أن تشكل تهديدًا وجوديًا للشركات التي تدعم هذه الصناعة من خلف الكواليس. ربما تكون ماريلي الأولى، لكنها بالتأكيد ليست الأخيرة.

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments